متابعينا الأعزاء:
لطالما شغفنا معرفة مدى تمتع أبنائنا بالذكاء أم لا ؟ وهل هناك نوع واحد من الذكاء أم ذكاءات متعددة؟؟
لسنوات طويلة ساد اعتقاد أن الذكاء بمفهومه التقليدي يقتصر على امتلاك الفرد ذكاء واحداً فقط فإما أن يكون لغوياً أو رياضياً أو منطقياً وذلك على حساب مهارات وقدرات أخرى عديدة، على الرغم من تأثيرها وقيمتها في المجتمع، إلى أن توصل العالم هاورد جاردنر في عام ١٩٨٣ إلى نظرية الذكاءات المتعددة والتي أحدثت ثورة في مجال الممارسة التربوية التعليمية وتحدياً واضحاً لمفهوم الذكاء التقليدي انطلاقاً من أن ” كل الأفراد يولدون ولديهم كفاءات ذهنية متعددة، منها ما هو ضعيف ومنها ما هو قوي، ومن شأن التربية الفعالة أن تنمي ما لديهم من كفاءات ضعيفة، وتعمل في الوقت نفسه على تنمية ما هو قوي لديهم”.
تتضمن نظرية الذكاءات المتعددة ثمانية أنواع من الذكاءات تتداخل جميعاً في حياة الفرد اليومية، وتكون قابلة للتنمية والتدريب بمايساهم في إغناء وتطوير المجتمع وتقدمه.
وفيما يلي نقدم لكم فكرة عن كل نوع من أنواع الذكاءات:
🔹️ الذكاء اللفظي ( اللغوي ): يوجد هذا الذكاء لدى الأفراد الذين يحبون كتابة المقالات، واستخدام مهارات الفهم اللغوي والمناظرات والحوارات، حيث يكون لديهم مخزون لغوي وقدرة على فهم معاني الكلمات، والاستخدام المتقن للكتابة والتعبير الشفهي.
🔹️ الذكاء المنطقي الرياضي: يعني هذا الذكاء القدرة على الإدراك والاستدلال الإستنتاجي والاستقرائي، واستخدام الأنماط العددية والتجريدية، ويتجلى لدى الأفراد الذين لديهم القدرة على البحث واكتشاف أنماط وعمليات حل المشكلات، والمهارات والعمليات الحسابية، وأنماط التفكير الفعال والتفكير التجريدي والتفكير الموجه بالتطبيق.
🔹️ الذكاء الشخصي: يعني قدرة الفرد على إدراك مظاهره الداخلية (الذاتية) ومجال عواطفه، ويتجلى لدى الأفراد الذين لديهم إرادة قوية وثقة بالنفس ودافعية داخلية وإحساس قوي بالأنا، ويتضمن الوعي بعمليات التفكير وإدراك وتقدير الذات والمعتقدات والقيم.
🔹️ الذكاء الاجتماعي: يعني القدرة على فهم الناس وإدراك طباعهم ومزاجهم ودوافعهم ورغباتهم والاستجابة لها، ويتضمن الحساسية للتعبيرات الصوتية والإيماءات وتعبيرات الوجه، يتجلى هذا الذكاء لدى الأفراد القادرين على قبول الآخرين والاتصال معهم وإقامة العلاقات الاجتماعية والعمل التعاوني والجماعي باستخدام التعلم التعاوني والمهارات الاجتماعية.
🔹️ الذكاء البصري- المكاني: يعني القدرة على التخيل بدقة والتفكير في الاشياء بصرياً عن طريق التصور، ويُعرف أيضاً بالذكاء الفضائي وهو التميز بالقدرة على استعمال الفضاء والفراغ بشتى أشكاله مثل تصور المساحات ، قراءة الخرائط، تخيل الاشياء.
🔹️ الذكاء الجسدي – الحركي: يعني القدرة على استخدام الجسم في التعبير عن الأفكار والمشاعر والقيم وإظهار الأداء، فمثلاً يتضح هذا الذكاء من خلال استخدام الجسم في التعبير عن المشاعر والإيماءات الجسمية و المهارية (كما يبدو في أداء الراقص) أو إظهار الأداء الجسمي والحركي (كما يبدو في الألعاب الرياضية) أو في حل مشكلة (كما في عمل الحرفيين ).
🔹️ الذكاء الطبيعي: يعني الحساسية للبيئة الطبيعية والفضول الفطري للرغبة في استكشاف العالم الطبيعي، والقدرة على فهم الكائنات الطبيعية وأشكالها المختلفة، ويتجلى لدى الذين لديهم حب عميق للطبيعة والحيوانات والنباتات والأشياء الطبيعية ويتأثرون بأمور الطبيعة مثل الطقس وأصوات الريح والشمس. يظهر هذا الذكاء لدى العلماء المختصين في دراسة الحيوانات وتربيتها والنباتات والتعرف عليه وتصنيفها وفهم خصائصها وتقديرها وكتابة التقارير عنها.
🔹️ الذكاء الموسيقي ( الإيقاعي ): يعني القدرة على إدراك الحساسية للإيقاع وأنماط النغمات ودرجاتها والأداء الموسيقي والتأليف الموسيقي والتحليل الموسيقي والإنتاج الموسيقي وكل أشكال التعبير الموسيقي والأصوات الطبيعية البيئية والاستجابة لها والانفعال بآثارها، يتجلى هذا الذكاء لدى الأفراد الذين يحبون الغناء والاستماع إلى الموسيقى والأنماط الإيقاعية، ويظهر لدى العازفين والملحنين والمؤلفين الموسيقيين والراقصين.
متابعينا ..سيتم لاحقا نشر لقاء لتسليط الضوء على مقياس الذكاءات المتعددة الذي سيقوم مركز القياس والتقويم التربوي بتطبيقه على طلاب الصفين الثامن والتاسع في مدارس المحافظات جميعها.